الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك logo إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
مسئولية الآباء تجاه الأبناء
3680 مشاهدة print word pdf
line-top
الحرص على تعليم الأبناء الوضوء والصلاة

النبيُّ صلى الله عليه وسلم حَرِص أيضا على تربية الأولاد، حرض أمته على ذلك، ثبت عنه أنه قال: مُروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع تأديب من النبي صلى الله عليه وسلم وتعليم لأمته.
إذا بلغ الطفل سبع سنين ذكرا أو أنثى فإنه يؤمر بالصلاة أمرَ تعليم، ويؤمر أيضا بما يتقدمها، فيعلمه أبواه الطهارة وإن كان قد تعلمها قولا، ولا يتكل على تعليم المعلمين.
قد يقول: إن أولادنا يتعلمون صفة الوضوء، وصفة الطهارة، وصفة الصلاة، يتعلمونها في المدارس الابتدائية، وما بعدها فلا حاجة إلى أن نعلمهم.
نقول: بلى، عليكم مسئولية؛ وذلك لأن المعلمين يعلمونهم بالقول، وهم مع ذلك يحتاجون إلى التعليم بالفعل، فإن التعليم بالفعل أبلغ من التعليم بالقول.
فقد تسأل ولدك وتقول: يا ولدي كم أركان الوضوء؟
فيقول: ستة، غسل الوجه ومنه المضمضة والاستنشاق، وغسل اليدين إلى المرفقين، ومسح جميع الرأس ومنه الأذنان، وغسل الرجلين إلى الكعبين، والترتيب والموالاة، فتقول: رعيا لك يا بني؛ فلقد أقررت عينيّ، ولكن هل تعرف ذلك بالفعل؟
أريد أن تتعلمه بالفعل، أرني كيف يكون غسل الوجه.
قد لا يعلم، يحفظها بالحروف، ولكن لا يدري، يسمع المضمضة ولا يدري ما هي، ويسمع الاستنشاق ولا يدري، ويسمع غسل الوجه ولا يدري ما كيفيته؛ لأنه طفل.
فتقول: هذا هو الوجه يُغسل من منابت شعر الرأس إلى ما انحدر من اللحيين والذقن، اغسل وجهك كله، واغسل ذقنك، واغسل خديك، هذان الخدان اغسلهما، أرني كيف يكون غسلهما، ثم تقول: هذه اليدان، وهذه المرفق، قد لا يدري ما معنى المرفقين أو المرافق، فتقول: هذه هي اليد، وهذا هو المرفق، اغسل، أرني كيف تغسل اليدين.
ثم تقول: هذا هو الرأس، امسح الرأس وامسح الأذنين، فالأذنان من الرأس، أرني كيف يكون المسح، فتتأكد من أنه يعرف ذلك بالفعل بعد أن كان يعرفه بالتلقين وبالكلام، وهذه الرجْل وهذان الكعبان، وهذا منتهى الكعبين، أرني كيف تغسلهما، قد لا يعرف الكعبين، ولا منتهى الكعبين الذي هو مستدَق الساق.
ما معنى الترتيب وما معنى الموالاة؟
يحفظهما وقد لا يعرف ما معناهما، فتعلمه وتقول: الترتيب هو أنك لا تقدم غسل اليدين على الوجه، ولا مسح الرأس على اليدين، ولا غسل الرجلين على المسح، بل ترتب على ما ذكر الله.
الموالاة معناها كذا وكذا، فإذا تأكدت من معرفته لذلك عرف ذلك مرة بعد مرة.
بقي عندك تعليمه الصلاة، قد يقول: إني أعرف شروط الصلاة التسعة، ولكن يعرفها حفظا، وقد لا يعرفها فعلا، فتبينها له.
وكذلك -أيضا- قد يقول: نعم إني أحفظ أركان الصلاة أربعة عشر، أحفظها كلها، ولكن قد لا يعرفها بالفعل، بل يكون يحفظها بلسانه، وبقلبه، ولكن لا يعرفها.
فإذا أريته الصلاة وقلت له: قف هذه هي القبلة، وهذا هو القيام، القيام مع القدرة، هذا هو الوقوف في الصلاة فلا تصل جالسا، وهذا محل قراءة الفاتحة، وهذه هي تكبيرة الإحرام، وهذا هو كيفية الركوع، وهذا هو الرفع منه، وهذا هو السجود على سبعة الأعضاء، وتبين له سبعة الأعضاء التي يسجد عليها وكيف يرتبها، وهكذا الأقوال التي في الصلاة التي هي الواجبات، هذا التعليم تعليم بالفعل، لا يكفي عنه التعليم بالقول.
ثم لا بد أنك تأخذ بيده إذا كان ذكرا إلى المسجد من حين يتم سبع سنين، تذهب به معك، وتريه الصلاة بالفعل، أمره بالصلاة في هذا أمر تدريب وأمر تعليم؛ حتى يحب الصلاة في صغره، ويألف المسجد، ويألف الصلاة، ويعرفها ويحبها، ويعرف قدرها، فإذا تم عشر سنين هنالك يكون قد قارب البلوغ، يكون قد قارب أنه يبلغ، لأنه قد يحتلم وهو ابن عشر سنين فلذلك قال: واضربوهم عليها لعشر يضرب بعد العاشرة للتأديب ضرب تأديب، وضرب تعليم، وإن كان ضربا غير مبرح وغير شديد، ولكن ذلك لينزجر به، فإذا تعلم ولو بالقوة والشدة عند ذلك يخاف.
الغالب أن الأولاد في هذا السن يألفون الراحة، واللعب، واللهو ويحتاجون إلى الشدة عليهم، إلى أن يؤمروا أمرا شديدا.
وكذلك أيضا يُضربون على التأخر والتخلف، وبذلك يتم تعليمهم، هذا هو الحق، أن الوالد عليه مسئولية أنه يعلم أولاده بالفعل.

line-bottom